مشوار الرأي
شيء من الثقة
جملة
قد تسمعها دائما «خليك واثق من نفسك»! كلمة الثقة قد تأتي كثيرا في
حواراتك مع الآخرين أو في تعليقك على تصرفاتهم فهذا واثق من نفسه وهذا
يبدو متردداً والثالث لا يعرف معنى الثقة بالنفس والرابع «مزودها حبتين».
حتى في النصائح التي توجه لمن يتقدم إلى وظيفة أو مقابلة شخصية تدور حول
كيفية الإيحاء للآخرين بأنك تملك المقدار الكافي من الثقة بالنفس لتنجح في
هذه المقابلة أو لتفوز بهذه الوظيفة. وهناك كثير من الدورات التدريبية
المتخصصة في تعليم الإنسان مفاتيح الثقة بالنفس.
«من أين تأتي الثقة بالنفس؟» هل هي صفة مكتسبة أم موروثة؟ لكن لو كانت
موروثة لما احتجنا لدورات عنها، ولو كانت مكتسبة لاستفدنا كلنا من هذه
الدورات! إجابتي السابقة لا معنى لها ولا طعم ولا لون ولا رائحة. قد يكون
وجودك في بيئة معينة يعزز ثقتك بنفسك طريقة تنشئتك قد تنمي إحساسك بذاتك
فأنت حين تواجه في صغرك بمن «يكسر مجاديفك» فإنك حتما ستنمو مترددا تبحث
عن الثقة من خلال الآخرين، وأنت عندما تجد نوعا من الدعم والرعاية لشخصيتك
في صغرك فإن نظرتك لنفسك واضحة وتعاملك يكون بعيداً عن التردد، وأنت قد
تشاهد نماذج قريبة منك كأب أو أم أو أخ تجعلك تتعلم منهم أدوات تساعدك على
تنمية بذرة الثقة التي بداخلك.
احتياجك لهذه الثقة بالنفس يكون حاداً ومكثفا في مجال العمل، فأنت
مثلاً قد تملك فكرة ممتازة لكن طريقة عرضك لهذه الكفرة على زملائك في
العمل قد لا تجذبهم استخدامك لمفردات معينة قد يجعلهم يعتقدون انك غير
مقتنع تماما بنجاحها لذلك قد لا يتحمسون لها ويلتفتون لرأي آخر وفكرة أخرى
قد لا تكون بجودة ما تحمله وما تقدمه أنت.
أحيانا «الثقة بالنفس» والاعتداد بالرأي قد يشكلان حاجزا يمنعك من
سماع الرأي الآخر أو استيعاب وجهة النظر الأخرى التي تحمل شيئا من
الحقيقة. أنت حين تكون واثقا من نفسك فإنك مستعد لتقبل آراء الآخرين
وانتقاداتهم لأنك تعرف أنك لست كاملا وأنت تخطئ أحيانا وأن اختياراتك ليست
دائماً صحيحة! الثقة بالنفس يجب أن لا تعمينا عن حقيقة هذه النفس!.
ملك روحى3-4-2006