الدماغ
وسيلة الفهم التي لم تفهم بعد!! اسم الكتاب: الدماغ
إبداع وأعجاز
اسم المؤلف: د.
أنور حمدي
الناشر: دار القلم في سوريا طبعة أولى 2000م
**نسمع كثيرا عن
إمكانيات العقل البشري وقدراته الخارقة، ونسمع عن إنسان يقوم بعمليات
ضرب أو قسمة مطولة بأربع خانات وأكثر، ويأتي بالجواب بثوان معدودة،
وآخر يستطيع أن يحفظ التواريخ والأحداث والأشخاص ويربط بينهم، وكأن عقله شريط أخبار، والبعض يقرأ المقالة أو الكتاب مرة واحدة ليعيد ما قرأه وكأنه أداة تسجيل. هذه الخوارق والقدرات غير العادية، هي إمكانيات متوفرة في الدماغ البشري.
إنها قدرات وإمكانيات قد لا تتوفر للجميع ولكن من المعروف أن الإنسان مهما فعل لا يستخدم
أكثر من 10% من إمكانية عقله الجبار ( المنحة والهدية
الربانية لكل إنسان). وإن قدرات عقل الإنسان لا
نهائية، وإن عقل الإنسان يقوى ويكبر باستخدامه، وهذه منحة أخرى من الله تعالى، فالاستخدام لا ينهك العقل ولا يستهلكه، بل ينميه ويزكيه، لنتشجع على استخدامه والاستفادة منه.
مؤلف الكتاب
مؤلف الكتاب الدكتور "أنور حمدي" أستاذ علم الأدوية والعلاج السريري في كلية
الطب البشري بجامعة الملك فهد بالمملكة
العربية السعودية، ويقدم كتابه هذا ليشرح للقارئ
قدرات هذا الدماغ، والإمكانيات الكبيرة التي يحملها الإنسان فوق رقبته، أو داخل جمجمته، وهذا الكتاب يتكلم بلغة بسيطة وشرح مبسط وأمثلة من واقع الحياة ليقرب للعقل البشري إمكانيات عقله من وجهة نظر طبيب مختص.
ويقول المؤلف وهو
طبيب " بعد أكثر من 28 سنة من الترحال في هذا العالم العجيب والانتقال بين مقاعد الدراسة، وأسرة المرضى، وغرف العمليات، ومراكز البحث العلمي، وقاعات المحاضرات والتدريس .. ها أنا الآن أشعر وكأنني أكملت خطوتي الأولى!!
والقصر الرائع( الدماغ) الذي أبهرني جماله، وأدهشني تصميمه وعمارته، بدا الآن وقد رفعت بعض الحجب
والأستار عنه أجمل منظرا وأروع تصميما وأدق تنظيما
وأرقى هندسة وأبدع إنشاء!!."
تعريفات قليلة!
حرص المؤلف على
أن لا يكثر من شرح المفاهيم الطبية وعلومها، ليجعل فهمه ميسرا للجميع، ولم يقدم سوى تعريفات قليلة عن الدماغ وتكويناته وتقسيماته، وركز على شرح العصبون (لأنه يتحدث عنه كثيرا) وهو الخلية العصبية وهي تتكون من ثلاثة مقاطع: الأول هو الجسم الذي يحتوي على النواة والألياف العصبية وثانيا التشعبات أو التشجرات الشبكية التي تستقبل التنبيهات من العصبونات الأخرى، وثالثا المحور الأسطواني وهو ليف واحد يمتد من الجسم باتجاه الخلايا الأخرى ناقل إليها استجابة العصبون.
عجائب ومعجزات:
يعتمد عمل الدماغ
على الاتصالات الممكنة بين العصبونات، وكأنها أسلاك كهربائية تتم في
دوائر معينة ترتبط فيما بينها، وكذلك الدماغ، فلو أراد إنسان أن يرسم هذه التوصيلات لست نقاط فقط، بحيث يكون هناك ستة مراكز استقبال وستة مراكز إرسال لكل من هذه النقاط الست، فإن هذا العمل سيستغرق ساعة كاملة لرسمه، ولكي يمكن عمل رسمة للتوصيلات الخاصة بعصبونات دماغ الإنسان، والتي تبلغ مئات الملايين فإن رسمها سيستغرق 175 ألف مليون سنة.
معجزة خلق وعمل!!
الدماغ مكون من
مادة هشة، ورقيقة، أخف من الماء، وغير قادر على دعم وزنه، فلو وضع الدماغ على سطح أملس مثلا، فإنه ينضغط ويتهاوى تحت تأثير وزنه، وهذه الرقة تحتاج إلى حماية كبيرة لذا جعله الله داخل هذه الحصن القوي، داخل الجمجمة، وهي هيكل عظمي يتميز بالصلابة والقوة، والصغر في الحجم، والخفة في الوزن.
والدماغ يسبح في سائل لحمايته ويطفو فيه مما يخفض من ثقل
وزنه. ويقدم حماية أخرى في حالة خبطة
الجمجمة في جسم صلب.
ويضرب المؤلف مثلا لذلك، في إنسان يهرول بسرعة 15 كيلو في الساعة ويصطدم برأسه بعمود أمامه، فإن قوة الرض ستكون بسيطة، وكأن الإنسان سقط على الأرض من ارتفاع أقل من المتر قليلا، وسبب تخفيف الرضة هو وجود الدماغ في ذلك السائل، ولولا وجود الدماغ محاطا بذلك السائل الذي لا يتجاوز ملء فنجان من الشاي، لكان كمن سقط من مبنى يرتفع أكثر من 200 طابق.
مصنع عملاق!!
ويقارن المؤلف بين
ما أودعه الله في الدماغ من عجائب وبين ما صنعه الإنسان فيقول
" لو تخيلنا أن التقنية في يوم من الأيام سوف
تمكننا من استبدال الوصلات العصبية
الرفيعة جدا بأسلاك نحاسية تعادلها في دقة القطر!! … لوجدنا عندها أن طول أسلاك النحاس التي يجب أن توجد في دماغ إنسان واحد هو طول هائل!!
حيث إنه بإمكان أسلاك النحاس هذه، أن تمتد " ما بين
الأرض والشمس - 93 مليون
ميل" ليس مرة واحدة أو مرتين بل أكثر من (23500) مرة !! ..وذلك حتى يحافظ على " مقاومة الدارات الكهربائية " في وضع مناسب!!
ويواصل المقارنة
بين المعجزة في الدماغ وصنع الإنسان، فيقول المؤلف" لو أمكن زيادة أقطار الوصلات العصبية بحيث تصبح ناقلية هذه الوصلات، معادلة لناقلية النحاس! لوجب أن يكون حجم الرأس لإنسان عادي مثلي ومثلك .. أكبر من حجم حوالي (7) أهرامات.. كل هرم منها يعادل هرم خوفو الأكبر، (2.6 مليون متر مكعب حجم الهرم)..
وإذا كان حجم الرأس هو سبعة أمثال حجم الأهرام فكيف
سيكون حجم الجسم !!
ومقارنة أخرى !!
ان كمية الدماء
التي تدخل الدماغ لتروية وتمده بالطاقة والأغذية في الدقيقة الواحدة
بالنسبة إلى حجمه تعادل تماما وتقارن بإمداد الماء وضخه بتوصيلاته المختلفة بالدخول والخروج إلى عمارة تتكون من 45 طابقا ويحتوي كل طابق على
30 شقة مساحة كل شقة 150 متر مربعا، ولكن ليس في
دقيقة واحدة بل لشهر كامل.
إنها معجزة الخالق وقدرته!
الأمثلة والمقارنات
تتوالى، ويصبح القارئ أسير الكتاب، ولكن بانطلاقة فكرية بلا حدود،
وهو يتجول في صفحات الكتاب يقلب صفحات عقله ودماغه، ويتعجب من هذا العضو العظيم الذي وهبه الله له، وهل يمكن أن يستفيد من هذه الكنوز والإمكانات الخيالية فيه.
كتاب يتكلم عن الدماغ ولكنه يتحدث عن عجائب الخالق فيما يصنع، فهذا الدماغ معجزة تعجيزية
للإنسان لفهمه، وهو وسيلة الفهم لغيره، وفي هذا عبرة
وتفكير لزيادة الإيمان بالله
Mallak ro7y
3-4-2006