| وماتت حبيبة القلب | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
rabe3 algharam المراقب العام
عدد الرسائل : 3080 العمر : 33 الموقع المفضل : https://alamir.7olm.org/ المزاج : اليوم مش زي كل يوم المزاج : المهنه : عارض الطاقه : الهوايه : الاوسمه : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/07/2008
| موضوع: وماتت حبيبة القلب 11/18/2008, 14:07 | |
| وماتت حبيبة القلب "1"
يجول بقلبي حزن العالمين عندما أتذكرها بجديلتها الطويله المتدلية إلى أخر ظهرها ....
وثوبها القصير الذي يحمل في تفاصيله كل العذوبة والبراءة هناااااااااااااااااااااااك وعلى جبال لبنان كان اللقاء الأول بيننا ......
ذهبنا هناك نصطاف كالعادة ونزلنا في بيت ام وديع الذي كانت تؤجره كل صيف .....
كان موقعه إستراتيجياً ما بين الجبال وكانت الأبواب تشرف على مزرعته ....
طبيعة مبهرة رائعة تأسرني كل عاااااااااام ....
تعرفت عليها قبل ثلاثة أعوام عندما أتت تنشد اللعب معي ، إستجبت لها سريعاًَ وأحببتها من كل قلبي ...إذ وجدت فيها الصفاء والبقاء والعذوبة ولكن ما لفت إنتباهي انها لا تصلي !!!!
حاولت نصحها كثيراً ....
ولكنها كانت ترد علي بعبارات لم أستطع تصديقها أو حتى إستيعابها !!
تقول أن سلمان الفارسي أمرهم بعدم الصلاة كرامة لهم ......
كنت أحب سلمان الفارسي وأرى فيه قدوتي فهو الباحث عن الحق والمهاجر الصغير ....
هو أبن الملوك الذي ترك كل الاموال ورائه.....
هو من كان عالم دين المجسوية الذين يقصدونه من كل مكان وقيم النار رغم صغر سنه !!
ثم بعد هذا
هو من قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم..."سلمان منا آل البيت"
وهو من قال حين افتخر الجميع بحسبه ونسبه ...." أنا سلمان ابن الاسلام "
فكيف يأمرهم بترك الصلاة والتملص من الدين ........
أسألة كثيرة تزدحم في رأسي الصغير .....
ولودي أمامي تنظر إلى وجهي بتعجب فحتى هي مغلوبة على أمرها قد تكون متشوقة للحقيقة أكثر مني !!
وددت أن اطيل المكوث في المكان الذي أحببته طويلاً في لبنان الحبيبة ولكن الصيف سيجمع حقائبه قريبا وسنعود لا محالة ......
ودعت كل ركن حولي بحب ...المزرعة ....البيت الصيفي الرائع ....الجبال الشاهقة ...الأرجوحة الي حملتنا طويلا وسمعت أحاديثنا الشائقة ..... وقبل هذا كله ودعت لودي العزيزة ....
وكلي أمل أن أرااااااااااااااااها في الصيف المقبل ولكن بعد أن أجمع لها كل ما تبحث عنه من الحقيقة لأشبع جوعها ولانهي حيرتها .......
يــــــــــــــــــــــــتــــــــــــــــــــــــ ــبـــــــــــــــــــع | |
|
| |
rabe3 algharam المراقب العام
عدد الرسائل : 3080 العمر : 33 الموقع المفضل : https://alamir.7olm.org/ المزاج : اليوم مش زي كل يوم المزاج : المهنه : عارض الطاقه : الهوايه : الاوسمه : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/07/2008
| موضوع: رد: وماتت حبيبة القلب 11/18/2008, 14:08 | |
| "2"
من هم الدروز ؟ سؤال شغل بالي كثيراً حتى وجدت الإجابة الشافية عند جدي الغالي ....
الدروز هم على مذهب منحرف كغيره من المذاهب ... نشاء في مصر وأستقر للشام ومن أهم معتقداتهم الباطلة ....أنهم ينكرون الأنبياء والرسل جميعا ً ويبغضون جميع أهل الديانات الأخرى، والمسلمين منهم بخاصة، ويستبيحون دماءهم وأموالهم وغشَّهم عند المقدرة. ويرون بأن ديانتهم نَسَخت كل ما قبلها، وينكرون جميع أحكام وعبادات الإسلام وأصوله.
ويقولون بتناسخ الأرواح، وأن الثواب والعقاب يكون بانتقال الروح من جسد صاحبها إلى جسدٍ أسعدَ أو أشقى.
ويُنْكر الدروز أيضًا الجنة والنار، والثواب والعقاب الأخرويين، وكذلك القرآن الكريم، ويقولون: إنه من وضع سلمان الفارسي، ولهم مصحف خاص بهم يسمَّى المنفرد بذاته. وترجع هذه الطائفة عقائدها إلى عصور متقدمة جدًّا، وتفتخر بالانتساب إلى الفرعونية القديمة، وإلى حكماء الهند القدامى.
والكثير الكثير من المعتقدات المريعة .....
حزنت على لودي كثيراً وحملت على عاتقي أنتشالها من مستنقها الأسن الذي تعيش فيه فليس هناك مكانها ......
لطالما دعوت الله كثيراً أن يفتح على قلبها وأن يهدها إلى الصواب .....
ولكن كان أكثر ما يخيفني عند الدروز هو الشدة خاصة على الصااااابئين عن معتقداتهم كما يقولون ....
ولكل من يوالي السنة والنصارى فحينها سيستباح دمه لا محاله .....
أنتظر الصيف بفارغ الصبر وقلبي ينبض بالأمل وبإنقاذ أقوام من الضلال ولا يكفيني ءأنقذت واحده أم عشرة .......
بدأت بقراءة قصة سلمان الفارسي وجمعت أصح الأقوال عنه وأحببته جداً ياااااااااااااااااه كم تأسرني شخصيته حد الجنون .......
أبحرت في عالمه ....عشت تشرده....شتاته....بحثه عن الحقيقة ......رؤيته للنور .... صحبته للرسول .... حمله لوء هذا الدين .........
يتبع | |
|
| |
rabe3 algharam المراقب العام
عدد الرسائل : 3080 العمر : 33 الموقع المفضل : https://alamir.7olm.org/ المزاج : اليوم مش زي كل يوم المزاج : المهنه : عارض الطاقه : الهوايه : الاوسمه : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/07/2008
| موضوع: رد: وماتت حبيبة القلب 11/18/2008, 14:10 | |
| في مكة المكرمة دعوت لها كثيراً .....
يارب أفتح قلبها للحق ونور بصيرتها يارب نجها مما هي عليه من الضلالات ....
دعوات صادقة قرعت بابا السماء لصديقة أحببتها بكل ما فيني وكانت كشقيقتي التي حرمت منها إذ كنت الوحيدة بين أربع شبان .......
يعلم الله أني طوال السنة الماضية أحمل همها وأجمل لها كل ما أراه سيساعدها ......
ولكني أخاف عليها من أهلها .....
يارب أحفظها .... يارب أحفظها .....
شهر واحد ويلتم الشمل ....يارب هل لودي تقاسمني هذا الشعور الآن ......
نعم وربما لودي كانت أشد شوقا وحبا فريم لا تغادر تفكيرها أبدا ,,تشعر بصدقها بحبها بوفائها وتبتسم إبتسامة الأمل وتغفو على أمل اللقاء القريب ......
هناك بجانب البيت الصيفي وعلى أحد الجبال تنهال دموع اللقاء ...الفرح ...
جلسنا تحت ظل شجرة محببة لنفسي نسكب أحاديث سنة كاااااااااااااااااااملة بلا راحة ......
ثم أفترقنا بعد أن تواعدنا على الغد .....
في الصباح الباكر وتحت الشجرة ذاتها .....
تأثرت .... بكت .... طلبت المزيد ....
ربما أحبت سلمان كما أحببته ... جمعت أنفاسي وأكملت سردي لقصته ....
" كان سلمان ابن الملوك الطفل المدلل لأبوين لم يرزقى من الذرية غيره ...كان ذكيا ..قويا .. نابعا.. حتى سار عالم دين المجسوية في عمر صغير جدا وانال مكانة وشرفا في قريته الصغير ( جي ) في بلاد فارس .....
كانت الهديا تنهال عليه من كل حدب وصوب فهو المسؤول عن تفقد النار وحراستها فكان يعتكف عندها ليل نهار لا صديق يؤانسه ولا رفيق يضاحكه سوى هذه النار المشتعله ... وشيوخ قد قاربت نهايتهم ينظرون إلى النار بصمت ...يعتكفون مابقي من حياتهم ....
سأم سلمان الوضع وأحس أن شبابه سيفنى برفقه هذه النار المقيته .....
وفي يوم من الأيام ...
أرسله أبوه لمزرعة له في طرف القرية المجاورة ليتفقدها .... فرح سلمان أشد الفرح فقد كان بحاجة لهذه اللحظات .....
أسرع بفرسه إلى المزرعة وفي طريق العودة .... رأى سلمان ما عجب منه !!!!!
رأى بنيانا لا كالبنيان وكانت كنيسة نصرانية فيها بعض الرهبان .... فربط الفرد وترجل ....
مشى خطوات وهو يتأمل المكان حتى دخل لقاعة تعلوها قبة وفيها الكثير من الدرائش المرتفعة ....
وإذا بشيوخ عليهم الصوف يصطفون ويتلون ما بيدهم من كتب .... وكبير لهم قد نصب لهم وجهه يلقنهم .... وقد اعفيت لحاهم وصبغ الصدق وجوههم ..... راقبهم سلمان بدهشة بالغة ....
حتى انتهوا من طقوسهم واستادر له كبيرهم يسأله عن أمره .....
فقال له انا سلمان قيم النار وعالم دين المجوسية وقد عجبت من امركم فمن انتم ......
فقال له الراهب الصادق نحن على دين المسيح عليه السلام قدمنا من الشام لكم حفاظا على ديننا فالناس هناك قد تبدوا وتغيروا ونحن هربنا بديننا إلا هنا مخافة الفتنة .......
واخذ يكلم سلمان عن الله وعن الجنة وعن النار ....
حتى لان قلبه وكره الناس اشد الكره ........
هناك في قرية ( جي ) الكل يبحث عن سلمان فقد تأخر كثيرا ابوه يضرب كفا على كف
الشباب خرجوا بحثا عنه .....
خيم الليل وهو ما يزال غائبا ً ......
يا ترى ما خبره ؟!!!!! "
يتبع | |
|
| |
rabe3 algharam المراقب العام
عدد الرسائل : 3080 العمر : 33 الموقع المفضل : https://alamir.7olm.org/ المزاج : اليوم مش زي كل يوم المزاج : المهنه : عارض الطاقه : الهوايه : الاوسمه : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/07/2008
| موضوع: رد: وماتت حبيبة القلب 11/18/2008, 14:12 | |
| "4"
تمر الساعات الطوال ونحن لازلنا على حالنا ......
تطلب مني بشوق أن أكمل لها فأسعد وينشرح صدري وأسمعها ما يرضيها ....
" لم يشعر سلمان بمرور الوقت وهو بين أيدي الرهبان .. فقد شرح صدره لهم وأشرقت نفسه بنور الإيمان وأعلن أمام الرهبان جميعا أنه ترك دينه وأعتنق دينهم .. وأنه يشهد بأن لا غله إلا الله وحده لا شريك له ....
فرح الرهبان له أشد الفرح وأقبل عليه كبيرهم يقول له : ولكن يا سلمان ، أوصيك أن لا تجهر بدينك أمام قومك فإن ذلك سوف يؤذيك ويؤذينا ...
لم يقتنع سلمان وأحس بحرج شديد وقال بصوت الواثق: ألسنا على دين الحق وهم على الباطل !!
وأجاب الراهب : إنهم يرون العكس .. إن الكفر أبدا عدو الإيمان ... فخفف عنا وعنك ولا تحملنا من الأمر مالا نطيق .. فنحن إنما قدمنا إلى هنا هربا من قومنا وبطشهم بعد أن تغيروا وتبدلوا ......
فقال سلمان بنبارات حازمة : من أين أنتم يا سيدي؟! وأين أصل هذا الدين؟!!
فأجابه الراهب :
نحن في بلاد الشام ، ولكن .............
تأثر الراهب وبدى الحزن على محياه فلم يرد سلمان مضايقته فسكت .....
كان والد سلمان في حال لا يعلمها إلا الله حتى رحمه الجميع .. وكان رجال القرية يحيطون به من كل جانب وبينما هو على هذه الحال إذ دخل سلمان .. فأسرع إليه أبوه يقبله ويحتضنه بحنان بالغ وحب شديد ....
وأخذ يعاتبه أي بني ألم أعهد إليك أن لا تتأخر !!
أين كنت ؟!!
فأجابه سلمان ببراءة :
يا أبت وأنا في الطريق رأيت ناس يصلون فأعجبني أمرهم وجلست أرمقهم فوالله مازلت عندهم حتى غربت الشمس ...
وذعر الملك مما سمع وصااااااااااااااااح بإبنه ...
اي بني ليس في ذلك خير ..بل ديننا ودين أبائنا ....
وكنا قال سلمان بقوة وجرأة :
كلا والله إن دينهم خير من ديننا ، هؤلاء قوم يعبدون ويدعون الله ويصلون له ونحن نعبد النار التي نوقدها بأيدينا وإذا تركناها ماتت ...
بهت الملك لما سمع ولجاء للقوة ....
فقال له لئن غيرت دينك لأحبسنك ولأضعن القيود في رجليك حتى تدع هذه الضلاله التي هويتها ...
وأجاب سلمان بشجاعة : اصنع بي ما تشاء فقد أتبعت هؤلاء على دينهم ، والله لا أدع هذا الدين القويم الذي هداني الله له مهما أصابني في سبيله .......
فأشتعل الملك غضبا مما سمع وأمر به ...فحبس في بيته .... وشد وثاقه .. وأرسل أبوه لمعبد النار أن أبني مريض ولن يتمكن من القدوم ....
مضت أياااااااااااااااااااااام طوال وسلمان لا يزال في قيده وأبوه يراجعه كل صباح عله يقنعه بلا فائدة ...
ولم تزد المحنة سلمان إلى تمسكا بدينه الجديد ....
وفكر سلمان بالهرب إلى بلاد الشام التي خرج منها هذا الدين .....
فأرسل خادما له كان يحبه حبا شديدا غلى الرهبان ليطلعهم على خبره وما احل بسلمان ...
فحزن الرحبان أشد الحزن لما أصابه وأرسل إليه كبير الرهبان إن كان بوسعك إخفاء دينك الجديد عن اهلك وقومك ففعل ....
حتى يأتيك فرج الله ....
لكن سلمان بعث بخادمه من جديد وقال للراهب : لا
فأجابه كبير الرهبان بالتريث وأن يخفي أمره عن القوم وأن لا يذهب للشام لأن الناس هناك تبدوا وأصبحوا شيعا وما بقي على الحق منهم إلى رهبان قلائل يسكنون الصوامع ويعتزلون الناس....
فأرسل رسلمان لكبير الرهبان المرة الأخيرة وقال له : لا يمكنني الكتمان والبقاااااااااااااااء
فما كان لهذا الراهب إلى الإذعان لسلمان هذا الغلام الصالح القوي الذي لم يتجاوز الثامنه عشر من العمر .....
وقال له أنتظر سيمرنا ركب مسافرون إلى الشام فمتى ما قدموا سنرسل إليك لترحل معهم .....
فرح سلمان وأستبشر بالخبر ....
وخفت أحزانه كثيراً فهو عما قليل راحل .......
ترى ماذا ينتظر سلمان المهاجر البطل ؟!!
وهل سيتمكن من الفرار ؟!!
وكيف سيتدبر أمره وهو أبن الملك الذي نشاء على الدلال وعمره لم يتجاوز الثامنة عشرة ؟!! "
أرى عيناها تبرقان بالأمل و أشعر بقلبها الصغير ينبض بقوة ....
لدوي يا أروع قلب عرفته أتمنى أن تشرقي بالإيمان عما قريب ....
نترك الشجرة ونتسابق للأرجوحة في أجواء رائعة ونسائم تحرك الفؤاد طربا ما بين الخضرة والزروع وثمار تتدلى بدلال وتنتظر القاطفين لها ........
ثم ودعت لودي على أمل اللقاء في اليوم التالي فننزل إلى بيروت لقضاء بعض الوقت هناك .....
يتبع | |
|
| |
rabe3 algharam المراقب العام
عدد الرسائل : 3080 العمر : 33 الموقع المفضل : https://alamir.7olm.org/ المزاج : اليوم مش زي كل يوم المزاج : المهنه : عارض الطاقه : الهوايه : الاوسمه : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/07/2008
| موضوع: رد: وماتت حبيبة القلب 11/18/2008, 14:13 | |
| "5"
ذهلت لودي لما علمته من أمر سلمان الفارسي فهو بالنسبة لها كان شخصية مقدسة فحسب وتجهل كل أمره ....
في الصباح الباكر ألقيت بها ولعبنا كعادتنا على تلك الأرجوحة وتبادلنا أطراف الحديث .....
صارحتني بخوفها من المرحلة القادمة وبتوترها وبرغبتها بالتغيير وأتبعت كلماتها بدموع روعتني ...
تمنيت لو تحزم حقائبها وتأتي معي ولكن سيحفظها الله وهو خير الحافظين
ثم رجعنا إلى قصة المهاجر البطل أكمل لها ما حل به .....
" مرت أشهر طويلة على سلمان وهو لازال حبيس القيد لا ينحل منه إلا في ساعات محددة من الليل تحت المراقبة الشديدة ثم ما يلبث أن يعود في قيده من جديد .....
وفي ليلة من الليالي وسلمان نائم وقد عصفت به الهموم من كل جانب والقيد قد أثر في جوارحه إذا رأى بالمنام رؤيا أفزعته وجعلته يجافي المنام ...فقد رأى القيامة وقد قامت وأن الناس حشروا على صورهم والمجوس حشروا على صور كلاب .. وأيقن أنه على طريق الحق ، وفي الليلة التالية حلم أن القيامة قد قامت وأن الناس حشروا على صورهم والمجوس حشروا على صورة خنازير ... فزاد يقينه بضلال المجوسية ...
وأصبح يقينه بدينه الجديد أثبت من الجبال الراسيات وتطلع إلى الفرج القريب وشعر بأساريره تنفرج بعد المحنة ...
وبعد صبر طويل وأحداث مؤلمة .....فتح باب الفرج ... بعد أن أرسل له كبير الرهبان رسالة يقول له فيهاااااااااااا أن ألحق بنا فالركب قد وصل وهم في طريقهم للشام وقد أوصيناهم بك خيرا ً ....
كان الخبر سارا جداً نسي معه سلمان كل كل ما الم به .....
افلت مهران الخادم الحنون الاغلال من سيده ويسر له الهروب .... وصل سلمان إلى الرهبان الذين ودعوه بالدموع وتمنوا لو أنه بقي قريب منهم فهو مازال صغيرا ولكن الحمد لله على كل حال .....
لحق سلمان بالقافلة وبعد أيام جاوز سلمان حدود بلاد فارس فستبشر وفرح وأحس بالنجاة .....
كان الطريق طويلا وشاقا ..... ولكن القوم قد أحسنوا معاملته ... وقد أحبهم سلمان أشد الحب ....
مر سلمان أثناء سفره بكثير من الصوامع وكان يذهب ليسلم على الرهبان ويراقب صنيعهم وعبادتهم بدهشة بالغة ... فقد بريت عظامهم ونحلت أجسادهم ومازالوا يجتهدون قدر المستطاع ...
وكم أسف على شيوخ تركهم ورائه في بيت النار يلزمون الصمت والنظر إليها وينتظرون الرحيل ...... ياه ليتهم يهتدون إلى السبيل !!
وأخيراً وبعد مسيرة تزيد عن الشهر حلت الراحلة على مشارف دمشق دخلها سلمان بأمان فودع رفقته واكل طريقه ولسانه يلهج بذكر الله وشكره ......
قدم سلمان الفارسي إلى الشام وهو لا يزال بعيدا عن الثامنة عشر بقليل .... وأصبح كأحسن ما يكون من الفتيان جسما وقوة وتوقدا وبصيرة ....
كان في شوق بالغ لتعلم دينه الجديد والتفرغ للعبادة لذا أسرع فسأل الناس عن أعلم الرهبان وأزهدهم ...
فدلوه على الأسقف الكبير في الكنيسة العظمى فأسرع له وقص عليه خبره وأستأذنه بالمكوث عنده والتعلم منه ....
ماذا كانت ردة فعل الاسقف الكبير ؟!! وهل رحب به ؟!!
سلمان المهاجر البطل ماذا ينتظره يا ترى ؟!! "
أرى دموعها تنساب ببطىء .. وأرى يديها تتسلل بخفة لتمحى أثارها ,,
أحبها كثيراً وأحب قلبها النقي ....
تفاجئت بها تصلي بقربي تحت ظلال هذه الشجرة الحبيبة وتحاكي حركاتي وتسألني بشغف ....
يتبع | |
|
| |
rabe3 algharam المراقب العام
عدد الرسائل : 3080 العمر : 33 الموقع المفضل : https://alamir.7olm.org/ المزاج : اليوم مش زي كل يوم المزاج : المهنه : عارض الطاقه : الهوايه : الاوسمه : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/07/2008
| موضوع: رد: وماتت حبيبة القلب 11/18/2008, 14:16 | |
| "6"
كان اليوم مميزا للغاية فقد صلينا صلاة الفجر سوياً أنا ولودي خلف الكوخ القديم وقمت أحدثها عن الصلاة وعن فضلها وأهميتها في الدين الغسلامي وأنها ملاذ المؤمن وسلاحه في كل أوقاته...
ثم كتبت لها صورة الفاتحة ووضحت لها أهميتها و جعلتها تستشعر كل حرف منها ....
وذكرت لها ذلك الحديث الذي لا يفارقني أبدا ً ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم محدثاص عن ربه .. ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين .. فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل .. إذا قال العبد:"الحمد لله رب العالمين" ،قال الله :"حمدني علي عبدي" .. وإذا قال العبد:"الرحمن الرحيم"،قال الله :"أثنى علي عبدي".. وإذا قال العبد :"مالك يوم الدين"،قال الله:" مجدني عبدي"...وإذا قال العبد :"أياك نعبد وإياك نستعين"،قال الله:"هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل"...وإذا قال العبد:"إهدنا الصراط المستقيم،صراط الذين انعمت عليهم ،غير المغضوب عليهم ولا الضالين"،قال الله :"هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل".
رأيت بريقا في عينيها يلتمع بشدة .. وشعرت بروحها النقية تثب بقوة ...
تسابقنا إلى ظل الشجرة لنتمتع بصحبة المهاجر البطل ....إلتقطت انفاسي وبدأت اسرد لها الأحداث وأنا مغمضة العين وكاني اتخيله أمامي ....
" لم يكن ترحيب الأسقف الكبير حاراً أبداً ، وقبله على أن يكون خادماً له ..سكن سلمان الكنيسة وشعر بالروحانية تدب في جسده الطاهر ..جعل يطوف في جنباتها ويستكشفها بحب ويتعجب من رضانة بنائها وفخامته ...ولكن أكثر ما أدهش سلمان تلك الصور والتماثيل التي تملاء جدران الكنيسة .. فلم يجد حرجاً من سؤال الأسقف عنها ...فاجابه الأسقف:"هذه صور وتماثيل لربنا المسيح منذ ولدته أمه غلى أن صلب وبعضها صور لعلماء وقسيسين لهم شأن عظيم وبذلوا ارواحهم لهذا الدين"
وعجب سلمان لما سمع وسرقت غنتباهه كلمه الأسقف "ربنا المسيح" وقال في نفسه..."لم أسمع الرهبان في بلاد فارس يقولون بمثل هذا وإنما قالوا أن المسيح عبد الله ورسوله "
وسكن سلمان على مضض ولم يشاء أن يغضب الأسقف الكبير ولكنه عزم على الصمت مدة ثم معاودة السؤال من جديد....
وجاء يوم الأحد وتوافد الناس على الكنيسة منذ الصباح الباكر وضاقت عليهم على وسها ووقف الأسقف على المنبر وأخذ يحث الناس على الصدقة وفعل الخير وترك المنكر وعلى العطف على الفقراء والمساحين وختم مقولوته بقوله ..
أيخها الاخوان ، يا أبنائي : لاتزنوا ولا تسرقوا ولا تأكلوا المال الحرام وآمنوا بالآب الرب والأبن الرب!!!!!!!!
وانفض الناس من الكنيسة بعد أن جمعوا اموال الصدقة في صندوق خشبي وسلموها للأسقف الكبير كي يوزعها على من يستحقها ...
أما سلمان فقد شغل بكلمة الاسقف .." الآب الرب والآبن الرب" وتوجه للأسقف وسأله عما يقصد بهذه العبارة ...
فقال له يا بني الآب الرب هو الله والابن هو المسيح وكلاهما هو الله ...
ودهش سلمان لما سمع دهشة عارمة وانتفض جسده الصغير وقال للأسقف :
ولكن الرهبان الذين أسلمت على يديهم لم يقولوا بمثل هذا وأخبروني أن المسيح عبد الله ورسوله ...
وغضب الأسقف غضبا شديدا وقال يا بني هم على ضلال وهم منحرفون لا يعرفون المسيحية حق المعرفه !!
وسكت سلمان وقد ملاء الهم وكست قسماته الطاهرة حزن يعجز الكبار عن تحمله ...وقال في نفسه .. ما أعظم الفرق بين الأسقف الكبير وبين الرهبان الصادقين في بلاد فارس ...
وأيقن أن الأسف الكبير ممن حذره الرهبان منه وأنه من اللذين بدلوا دينهم وفرقوا وحرفوا ...
وشعر أن كلام رهبان بلاد فارس أقرب للحق وللنفس وهو الذي يقبله العقل ويستصيغه ...
تكررت مواعض الاحد وحفظها سلمان عن ظهر قلب فقد كان الأسقف رجلا جاهلا يعيد كلماته ولا يأتي بجديد ...
وآلم سلمان أنه يعيش مع رجل لا يحبه ولا تربطه به أيه عاطفة ..
كان الأسف قليل العبادة والذكر ...كثير النوم ...كثير الأكل ... وذاك على ذلك كذبه ونفاقه وأكله لأموا الصدقة والزكاة ...
وكانت الأيام لا تزيد سلمان إلى كرهاً ونفوراً من الأسقف الكبير .....
وقرر سلمان ترك الكنيسة في اقرب وقت خاصة بعد منام رأه وأفزعه جداً ...
إذ رأى الناس حشروا،وأن اليهود أتي بهم فسلخوا ثم ألقوا في النار فشووا، ثم اخرجوا فبدلت جلودهم ، ثم أعيدوا في النار. ثم رأى كأن ملكا أخذه فجاء به إلى سراط على النار فقال : اعبر هذا ، فقال صاحب الصراط: انظروا ، فإن كان دينه النصرانية فألقوه في النار !!
تأهب سلمان وكان يتحين الفرصة المناسبة للهرب من الكنيسة ...ولكن خطر مالم يخطر على البال فقد مرض الأسقف الكبير مرضاً شديداً ولم تمضي غلا أيام قليلة حتى قضى نحبه ، وفرح سلمان أشد الفرح ... واجتمع جمع غفير من الناس لتشييعه ودفنه وقد علت أصواتهم بالبكاء والنياحة ...وهم يثنون عليه خيراً ...
وأزعج ذلك سلمان بقوة فقال بصوت عال :
أيها النس والله أنه لا يستحق هذا الثناء فإنه رجل سوء يأكل الصدقه ويكنز الزكاة لنفسه ولا يفرقها على أحد من الفقراء والمساكين ...
وقال له أحد الرهبان غضباً :
وما أعلمك بذلك ؟
فأجاب سلمان : أنا أدلكم على كنزه وقام فمشى ومشى وراءه عدد منهم فأخرج لهم القلال المملوءة ذهبا وفضة فأدهشهم ذلك .... وقالوا : والله لا ندفنه أبدا ..فصلبوه ورموه بالحجارة .....
أما سلمان فقد أرتفعت مكانته في عيون الناس ورأوا فيه شابا صالحا ...ويؤثر الصدق ويكره الكذب فأحبه الناس حبا عظيما ...بعد ان كانوا ينظرون إليه على أنه المسكين الفقير قليل الحيلة الخادم المطيع ....
ترى كيف سيكون الأسقف الجديد للكنيسة العظمى ؟!!
وهل سيضطر سلمان للرحيل من الكنيسة من جديد ؟!!
"
وكالعادة تفرقنا أنا ولدوي على امل اللقاء من جديد في يوم غد حيث أننا يعد الغداء سنغادر تلك الجبال هبوطا غلى بيروت .....
حبي لك يا لبنان الغالية ...
يتبع | |
|
| |
rabe3 algharam المراقب العام
عدد الرسائل : 3080 العمر : 33 الموقع المفضل : https://alamir.7olm.org/ المزاج : اليوم مش زي كل يوم المزاج : المهنه : عارض الطاقه : الهوايه : الاوسمه : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/07/2008
| موضوع: رد: وماتت حبيبة القلب 11/18/2008, 14:17 | |
| "7"
ازف الرحيل تمنيت لو يطول الوقت تمنيت لو أستطيع المكوث أكثر ....
أكره أبجديات الوداع رغم أنها تنسج سباكها حولي دائما ......
لم أكمل قصة سلمان اتلفارسي ولكن أعطيتها القصة لتكمل قرائتها وحدها وأستودعتها بالله .....
حبيبتي لودي لن أنساك ولم أكن يوماً لأنساك ........
أودع لبان الحبيبة بغصة قاتلة وكانها مراسم الوداع الأخير ....
حتى لودي ودعتها بقلب كسير ينبض بقوة وكانه يقول لها إلى الوداع يا أطهر قلب عرفته فلن أراك بعد اليوم ........
كانت تحضن القصة وتركض بإتجاه تلك الشجرة التي توسدناها طويلا ....
يااااااااااااااااااااه تمنيت أن أفتح باب السيارة لكي ألحق بها إلى هناك .........
بكت لودي كثيراً ...
ثم فتحت القصة وأخذت تغالب دموعها .....
تقراء سطراً وتبكي اسطراً ......
"فرح سلمان بالاسقف الجديد للكنيسة والذي يدعى بسمعان فقد كان كما الرهبان الذين في بلاد فارس وكان عابدا زاهدا انقطع للعبادة وكرس وقته للعلم والتعليم ....
ولاحظ سلمان ان الراهب يذكر عيسى بغسمه فلا يذكر فيه ما يذكر غيره من انه الرب الابن ...
فانشرع صدره واحب الراهب اشد الحب ....وكانا يتعاونان على البر والتقوى ...
مرت أيام وأشعر على سلمان وهو يشعر بسعادة لا مثيل لها مع هذا الراهب العابد الزاهد ولكن ......
مرض الراهب مرض الوفاة واحس بدنوا اجله ....وشعر سلمان بذلك فحزن اشد الحزن وخاف ان يضيع من بعده فقال له غلى من توصي بي ....
فأجاب الراهب :
يا بني إنه سيبعث نبي وهو آخر الانبياء ...اسمه احمد ومحمد ....يجرخ من جبال تهامة واراك ستدركه ..فإن انت ادركته فآمن به وأقراءه منا السلام .....
وطرب قلب سلمان وانتشى لهذا الخبر وقال للراهب بحماس هل الحق ببلاد العرب الأن ؟!!
فقال له الراهب :لا فالناس هناك على الشرك ومازال هذا البني لم يبعث ....وإذا ظهر فلن يخفى عليك امره ..
فإن دينه سيبظهر على الدين كله .....
ولكني اوصيك الان ان تذهب إلى الموصل فإن فيها رجلا صالحا يقال له يعقوب وهو على مانحن عليه من الدين لم يغير ولم يبدل ....
ودع سلمان دمشق بعد ان عاش فيها سنينا من اجمل ايام عمره مع الراهب الصالح إلى أرض الموصل ...وقد ملاء الحزن قلبه حين سمع الراهب الجديد في الكبيسة الكبرى بدمشق يخطب بالناس ويقول اتقوى الاب الرب والابن الرب ....
وصل سلمان لبلاد الموصل والتقى بيعقوب واخبره خبره فبكى الراهب اشد البكاء ونعى اخاه سمعان ورحب بسلمان اشد الترحيب ....
وكان يعقوب من اشد الرهبان عبادة وصلاحا فقد استفاد منه سلمان كثيرا وحفظ نصاحه عن ظهر قلب ...
ومر الزمن طويلا ولم يفرح سلمان بصحبة هذا الراهب غذ انمه وبعد سعادة لم تطل .......
حضره اجله وجلس سلمان على رأسه يبكي ويقول له إلى من توصي بي ...؟؟!!!!
فقال له الراهب بنبرة حانية يابني لا تبكي علي ... إنه قد بقي زمن ليس بالكثير على بعثة نبي ليس بأفضل منه وهذا زمانه وتانس أظنطك ستدركه فإن ادركته فآمن به .....
والآن أوصيك بأن تلحق بأخ لي في نصيبين اسمه أندراوس فغنه على مانحن عليه من الحق فكن معه حتى يظهر النبي في بلاد العرب .......
ومات راهب الموصل وبكاااااااااااااااااااااه سلمان أشعر البكاء ....وبعد دفنه انتقل إلى نصيبين ....
وإذا براهبها أكبر الرهبان سنا قد احدودب ظهره ورق حظمه وطال شعره وبرت جسمه كثرة العبادة .....
فرحب الراهب بسلمان ترحيبا كبيرا .....وقص عليه سلمان خبره ...فسر لما سمع سرورا عظيما ...." | |
|
| |
rabe3 algharam المراقب العام
عدد الرسائل : 3080 العمر : 33 الموقع المفضل : https://alamir.7olm.org/ المزاج : اليوم مش زي كل يوم المزاج : المهنه : عارض الطاقه : الهوايه : الاوسمه : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/07/2008
| موضوع: رد: وماتت حبيبة القلب 11/18/2008, 14:18 | |
| "8"
"دهش سلمان دهشة بالغة من عبادة الراهب ومة علمه الوفير ولكن لم يكتب الله له المكوث معه طويلا حيث بزل به مرض الموت وبكاه سلمان بكائا مريرا ...فقال له وقد بلغ منه الموت مبلغه ...
ما يبكيك يا سلمان وانت احسن مني حظا فسوف تلحق بخاتم الانبياء ....
فقال له سلمان بصوت متهدج ....
إلى من توصي بي ؟!!
فقال له الراهب :
لا أعلم أحدا على ما نحن عليه إلى أخا لي في العمورية يقال له جريج ...
فغن ذهبت له فاقرأه مني السلام وقل له أني أوصيت بك إليه ....وأوصيتك بصحبته ....
مات أندراوس راهب نصيبين ...وتحول سلمان منها إلى عمورية في بلاد الروم وأوى غلى راهبها العظيم الجليل جريج .....
كان خير الرهبان الذين صحبهم سلمان والتقى بهم ... وكان أعظمهم علماص وصلاحا ... فقد كان يحفظ الانجيل عن ظهر قلب وبعضا من التوراة .... ويقص له الكثير من قصص الانبياء وله اجتهاد بالعبادة لا نظير له .....
وقال الراهب لسلمان بعد ان سمع قصته مفصلة :
مرحبا بك أيها المهاجر الباحث عن دين الله ....كن معي ما حييت نعبد الله ونوحده ونشكره .....
وأخذ سلمان ينهل من هذا المورد العذب ويتعلم كل يوم منه شيئاً جديداً .... وافاق سلمان تلك الليلة التي سمع فيها حديث إبراهيم ليقول للراهب : غنه رأى مناما عجيباً في شان هذا النبي ...فقال له الراهب :حدثني به .
وقال سلمان: رأيت في المنام الخليل إبراهيم على أبهى صورة واتم خلقة ..والناس يعرضون عليه وتسوقهم الملائكة إليه ..وهو ينظر في وجوه من يأتيه ...ويميزهم على الفور ...فمن كان على ملته طلب من الملائكة أن تأخده إلى الجنة ومن كان غير ذلك قال للملائكة سوقوه للجحيم !!
وقال سلمان بهلع للراهب الصادق ارجوك أن تدلني على دين خاتم النبيين ....
فأجاب جريج : إن ما تطلبه يا بني ليس على وجه الآرض الآن ..ذلك دين الحنيفية وهو دين اهل الجنة ..وإنما نحن على شيء منه وقد أطل وقرب زمان هذا النبي ....
نبي يركب الحمار والجمل والفرس والبغلة ...الحر والمملوك عنده سواء ...وتكون الرحمة في قلبه وجوارحه ...ليس بحقود ولا حسود ...ولا يظلم عنده أحد ....يعاديه اليهود وقومنا أشد العداء .....
وقال سلمان : وما أسم هذا النبي ؟! فأجابه الراهب له خمسة أسماء ...مكتوب بالعرش محمد، وفي الإنجيل أحمد ويوم القيامة محمود وعلى الصراط حماد وعلى باب الجنة حامد وهو من ولد إسماعيل .
وعجب سلمان من علم الراهب وأكب عليه يقبله ويسال الله أن يطيل له في عمره ....
وراى جريج ذكاء سلمان وفطنته فصرفه لحفظ الإنجيل عن ظهر قلب وما مضى عليه سوى مدة يسيرة حتى استظره كله ....
وأخذ جريج يحثه على الغخلاص في كل خطواته خوفاً على قلبه الصغير من العجب .....
كان سلمان يأمل أن يطول العمر بصاحبه الراهب حتى يستزيد منه ويعيش سعيداص بصحبته ويزداد إرتفاعا بعلمه وعلمه .....
ولكن مرض الراهب فجئة وظن سلمان أنه مرض عارض ثم يزول فجعل يرعاه ليل نهار ... بيد ان المرض كان يزداد يوماً بعد يوم ... فاشتد جزع سلمان وصار يقول للراهب كل يوم كيف تجدك ؟ فيثني الراهب على الله ويقول : الحمد لله على كل حال .....
حتى أحس الراهب بدنو أجله وقال له سلمان على عادته يوما : كيف تجدك يا سيدي ؟!
فأجابه الراهب : يا بني والله لا أرى غلا أنه الموت قد نزل بي ....وانهمرت عيني سلمان بالدموع وجعل يبكي ويعلو نحيبه فقال له جريج لا تبكي يا بني واكثر من الدعاء والاستغفار وإذا مت فأدفني وألزم ما أنت عليه وإياك أمن تبدل وعليك بالحنيفية ملة إبراهيم فقد اظل زمان نبيها المرسل ....
وقال سلمان للراهب : إلى من توصي بي ..
فقال له الراهب : لا أعلم أحداً على ما نحن عليه الآن فالناس قد هلكوا وغيروا دينهم وبدلوا ...
ولكن قد أظل زمان بني العرب وهو يخرج من أرض العرب ،مهاجره أرض بين حرتين بها نخل ...
به علامات لا تخفى على أحد فهو :
ياكل الهدية
ولا يأكل الصدقة
وبين كتفيه خاتم النبوة
فألحق بتلك البلاد وأنا أظنك بإذن الله لاحقه ....
وبعد دقائق معدودة سكت الراهب ....ثم لفظ أنفاسه الأخيرة ولحق بربه عز وجل ....فقام له سلمان وغسله وكفنه ..ثم صلى عليه ودفنه وذرف عليه الدموع الغزيرة ....
شعر سلمان بعد موت آخر الرهبان الصالحين بالغربة الشديدة ...فقد مرت عليه عشرين سنة بعد تركه بلاد فارس ولحاقه بالكنيسة الكبرى بدمشق ....
وأصبح يمشي كسيراً حزيناً يبحث عن من يحمله معه إلى بلاد العرب "
بكت لودي كثيراً وشعرت بغربته واحست بغصرار عجيب يطوقها من كل جانب ....
وعرفت ضلال من يحيطون بها وأفترائهم على سلمان ماليس فيه فكيف يأمرهم بما يدعون وهو الباحث عن الحقيقة المهاجر الصغير الذي عانا الأمرين في سبيل البحث عن الحقيقة فقط ....
كانت لودي تتخفى في دورة المياه كل يوم لتؤدي صلواتها ولتقراء القرآن حفاظاً على روحها النقية من الموت المحتم حين يعلمون بأمرها ....
وأخذت تبتعد تدريجيا عن حياتخها التي أعتادتها ....
فقد هجرت صديقها رامي منذ زمن وأصبحت تتخفى منه وكذلك كل شيء كانت عليه سابقا وعلمت أنه لا يليق بالفتاة المؤمنة ....
ترى ماذا ينتظر لودي ؟!!وهل سيفتضح أمرها ؟!!
يتبع | |
|
| |
rabe3 algharam المراقب العام
عدد الرسائل : 3080 العمر : 33 الموقع المفضل : https://alamir.7olm.org/ المزاج : اليوم مش زي كل يوم المزاج : المهنه : عارض الطاقه : الهوايه : الاوسمه : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/07/2008
| موضوع: رد: وماتت حبيبة القلب 11/18/2008, 14:20 | |
| " الأخيرة "
تركض لودي بخمارها الأبيض وهي تحتضن مصحفها بقوة .. تحاول الهرب بكل ما تستطيع من قوة ...تتعثر ثم تنهض متغلبة على تلك الجراح التي صبغت جسمها بكل قسوة ....
كانت تصلي كالعادة في ركن قصي فإذا أخاها الصغير يرصد حركاتها بدهشة، توجه إليها وهو يحمل تساؤلات بحجم الفضاء الذي يحيط به، وإذا بها تحتضنه بكل قوة وتبكي وتهمس كل همساً بكل ما يجول بخاطرها......
وبينما الصغير يلهوا بين أبويه إذ به يخبرهما بما قالت لودي، كان محتاراً ومتشتتاً يريد أن يستشف منهما الحقيقة، وما كان يدري أنه سيخسرها إلى الأبد وسيكون هو سبب دمها الطاهر....
تغير وجه أبيه وأصبح كالوحش الكاسر أتجه إليها ليشبعها ركلاً وضرباً، ثم قيدها إلا سريرها تسبح في دمائها وتئن من وطأة الألم ولكنها حين تتذكر سلمان الفارسي وكلمات صديقتها الصدوقة ريم والراحة التي تستشعرها كل حين في صلاتها تشعر بروحها تسموا وتنسى طعم الجراح كلها ....
في كل يوم تأخذ وجبتها المخصصة من الضرب المبرح وتعود لتقيد إلى فراشها ....
يااااااااااااااااا رب كن معي ... ياااااااااااااااااااا رب نجني من القوم الظالمين، يا رب ثم تغفو على صوت دعواتها ...
في الصباح أفاقت على صوت أمها تبكي وتضمد جراحها، فتحت لودي عينيها بصعوبة بااااااالغة وطلبت من أمها أن تفك قيدها وتوسلتها بدموع حارقة حتى أذعنت لأمرها وكان لها ما تريد ...
بكت بشدة فهي الآن حرة تستطيع الهرب وربما تستطيع الوصول لريم في بلد الحرمين...
أخذت مصحفها وقصة سلمان الفارسي وهرولت بعيداً، بعيداً، بعيداً ...
ما زالت في العمر صغيرة ولكن همومها تفوق أكبر جبل يحيط بها....
ظنت أنها بعيدة عن الموت وأنها ستشق طريقها في الدعوة وتكمل قصة سلمان الفارسي وستعود لتهدي أهلها إلى ذلك النور الذي تجلى لها من بينهم جميعاً وأنها ستلتقي بريم من جديد وستكون رفيقتها وسيتعاونون على البر والتقوى كما تواعدتا تحت ظل تلك الشجرة ....
وعند تلك التلال أصابتها تلك الرصاصة الطاااااائشة لتلطخ ثوبها الأبيض ولتنثر على التلال حمرة دمها الساخن ...
تلطخ مصحفها بلون دمها وغرقت قصة المهاجر البطل في ذلك المستنقع ...
تنظر إلى والدها من بعيد وفي يده البندقية التي قضت على كل أحلامها خلف تلك التلال التي طالما أحبتها ....
تتشهد ، ترفع السبابة ، ثم تفيض روحها إلى مولاها ...
وليد يبكي بقوة وهو يرى أخته في وسط دمائها تسبح بلا حراك....
اتجه إلى ذلك المصحف وإلى تلك القصة وأحتضنهما بقوة وكأنه يعد أخته أن يكمل مسيرتها وأن يكمل القصة دونها وأن يكون هو المهاجر البطل.....
ماتت لودي، ماتت حبيبة القلب ولكن موتها كان حياة لوليد ولسائر القرية بعد ذالك .....
تنظر ريم إلى وليد وعيناها مغرورقة بالدموع بعد 10 سنوات من وفاة لودي، كان شاباً قوياً، جميلاً، أتى إلى بلاد الحرمين قبل سنوات ليطلب العلم ويكمل بعض شعائر دينه...
تمكن من الوصول لعائل ريم بكل سهولة فكل عناوينهم وأرقامهم معه، تأثروا جميعاً لما حل بلودي واستبشروا بوليد خيراً, وإذ به يخرج كيساً ويطلب من خالد أخو ريم أن يوصله لها....
فتحت ريم الكيس لتجد قصة سلمان الفارسي المخضبة بالدم تنام في ذلك الكيس ..
أغمضت عينيها بقوة وهي تسترجع ذكريات 10 سنوات مضت وتدعوا الله بالرحمة لغالية مازال حبها في الضلوع منقوشا ......
منقوووووووووووووول
| |
|
| |
| وماتت حبيبة القلب | |
|